النُهج والأدوات
إرشادات لإنقاذ مواد البناء التاريخية
أثناء عملية إزالة الأنقاض وحماية المباني المدمرة جزئياً، من الضروري استرداد وتخزين مواد البناء التاريخية الهامة والقيّمة، العائدة للآثار الهامة والمباني التاريخية الخاصة، بطريقة منهجية بحيث يمكن استخدامها في الترميم أو إعادة الإعمار.
قد تكون سلطات الآثار المختصة قادرة على الإشراف على هذه المهمة من أجل الآثار الهامة، ولكن إنقاذ المواد العائدة لأعداد كبيرة من المباني التاريخية الأصغر والمنازل الأقل أهمية يمثل تحدياً كبيراً. وفي هذا السياق، هناك حاجة لتقديم الإرشادات والمشورة والمساعدة لأصحاب الملكيات والسكان والبنائين والعاملين في إزالة الأنقاض والحطام.
يجب إعطاء الأولوية القصوى للحطام العائد للمباني التاريخية المتضررة أو المدمرة جزئياً والتي لا يمكن إصلاحها أو ترميمها.
ينبغي، حيثما أمكن، تخصيص مواد وعناصر بناء المباني من الأماكن التي أتت منها. ينبغي أن يتم ذلك ولو مؤقتاً في أقرب وقت ممكن، أثناء إزالة الأنقاض. يمكن تحديد المواقع المطلوبة، بناءً على معاينة أدق، في وقت لاحق. حتى في الحالات التي لا يمكن فيها تخصيص المواد لمبنى معين، يجب تسجيل المكان الذي أخذت منه.
إذا توفرت مسوحات أو صور فوتوغرافية توضح حالة المبنى قبل تدميره، فيجب الرجوع إليها عند تسجيل المواد التي تم إنقاذها.
لأغراض التسجيل، تعد الفئات التالية مفيدة:
- المبنى الذي تعود له المواد
- حالة ونوع البناء
- عمر البناء
- مالك البناء
- المكان المستعاد
- نوع المواد
- تخصيص لنوع المبنى
- الحالة
- الحجم والوزن
يجب تسجيل المواد في قاعدة بيانات رقمية مركزية وتخزينها بطريقة منتظمة، وذلك بالاعتماد على عوامل مختلفة، تتضمن ما يلي:
- إذا كان من الممكن تخصيص المواد بشكل واضح لبناء معين، فمن الأفضل تخزينها في مكانها الأصلي، خاصة في حالة المباني التي تم تدميرها جزئياً و يمكن إعادة إعمارها.
- إذا تعذّر تخزين المواد بأمان في الموقع، فيجب نقلها إلى مرفق مركزي محلي (لتجنب النقل لمسافات طويلة).
- يجب تخزين مواد أو عناصر البناء ذات القيمة الخاصة والحساسة في مستودع مركزي آمن يمكن للبنائين والمهندسين المعماريين الوصول إليه. كما يمكن للمستودع أن يكون نقطة المعلومات المركزية لكل مواد وعناصر البناء المسجلة، بما في ذلك تلك المخزنة محلياً بالقرب من المواقع التي تم اكتشافها فيها.
إرشادات لكامل مركز المدينة التاريخية
من أجل ترميم التراث الثقافي العمراني و “المشهد العمراني التاريخي”، خاصة لمواقع التراث العالمي، ينبغي صياغة الإرشادات على النحو التالي للمدينة القديمة بأكملها:
- المدينة التاريخية القديمة هي أهم الأصول الثقافية والتجارية والسياحية، فهي تمنح سكان المدينة شعوراً بالملكية والانتماء والهوية الثقافية.
- ينبغي أن يكون المخطط العمراني وهيكل الممتلكات، كما هو مبيّن في الوثائق المساحية قبل النزاع، بمثابة نقطة مرجعية لإعادة الإعمار.
- الساحات العامة والطرق والدروب والبنية التحتية الفنية والاجتماعية، سيتم استخدامها مرة أخرى.
- يجب احترام حقوق السكن والأرض والممتلكات لكافة السكان: يكون لإعادة الحقوق الأولوية على التعويض.
- يجب صياغة قواعد التخطيط العمراني لتجنب أي خلل أو تعديل للبنية التاريخية، كما على الأحكام التي تنظم نوع ومدى الاستخدام البنيوي (كثافة استخدام الأراضي) أن تعطي اعتبارات حساسة للبنى الخاصة وحجم وشكل بنية المدينة التاريخية القديمة.
- تعطي الإرشادات استثناءات لمشاريع البناء الخاصة فقط. وينبغي في مثل هذه الحالات تطبيق إجراء خاص لتطوير مشاريع البناء الجديدة وتقييمها والموافقة عليها (مثلاً: في إطار المنافسة أو الإجراء المناسب بأثر رجعي يشارك فيه خبراء دوليون).
إرشادات للتدخل على مستوى الأحياء
على الإرشادات الخاصة بالأحياء أن تأخذ الخصائص المحددة للبنية العمرانية التقليدية بعين الاعتبار وتسعى في ذات الوقت إلى تعزيز السلام والمصالحة. ينبغي أن تسعى أنظمة التنمية إلى تحقيق هدف الحفاظ على الطابع الخاص للحي، وعلى أنماط ووظائف أبنيته أيضاً:
- يجب أن تكون المباني التي أعيد إعمارها والمباني الجديدة، على الأراضي التي تم إخلاؤها، منسجمةً في السياق البنيوي المحدد بنوع وحجم المباني المجاورة، ويجب ألا تعيق أي عملية (إعادة) بناء مجاورة في المستقبل.
- يجب أن يعكس ارتفاع المباني الأشكال التقليدية للعمارة الإسلامية وعدم المس بخصوصية المباني المجاورة.
- يجب أن تتبع المباني المعاد إعمارها خطوط البناء الأصلي.
- ينبغي أن تطبّق القوانين المعتمدة على المباني التي لم تمتثل لأحكامها، قبل تدميرها.
- يجب إعفاء الآثار الخاصة من التوجيهات المعتمدة، ويُعتمد في ترميمها أو إعادة بنائها على أدلة مستندية موثوقة.
- يجب تحديد المناطق والمجمّعات ذات القيمة الأثرية أو التاريخية الخاصة كمناطق حماية أثرية وحمايتها عن طريق تسييجها لإتاحة إجراء مسح شامل للهياكل القائمة التي يتعين تنفيذها في حينه.
إرشادات التصميم والإنشاء
تحتاج مشاريع وإجراءات (إعادة) الإعمار إلى مزيد من الإرشادات التي تتوافق مع الأهداف العامة لحماية واستعادة البنية العمرانية الحساسة. وتشمل عادةً الأحكام التالية:
- إنّ حماية المباني المتضررة أو المدمرة جزئياً تحظى بالأولوية.
- ﺗﺤﻈﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻹﺻﻼح ﺑﺎﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺪم واﻟﺒﻨﺎء من ﺠﺪﻳﺪ.
- ﻳﺠﺐ إﻋﺎدة تجديد أو إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ المتضررة أو اﻟﻤﺪﻣﺮة ﺟﺰﺋﻴﺎً، وﻳﺠﺐ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻮاد المماثلة ﻟﻨﻮع اﻟﻤﺒﻨﻰ.
- ﯾﺟب أن ﺗﻌﮐس اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺟدﯾدة ﺣﺟم وﺑﻧﯾﺔ وﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﺟﺎورة أو ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ المميزة للحي. يسمح بالهندسة المعمارية المعاصرة طالما يتم استيفاء هذه المعايير.
- ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓق أﻟوان وﻣواد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺟدﯾدة ﻣﻊ ألوان ومواد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﺟﺎورة أو المميزة للحي.
- لا يسمح بالتغييرات الجزئية على هيكل، والتي تتمثّل عادةً بدمج قطع الأرض، إلا إذا لم يكن لذلك أي تأثير سلبي على المستوى فيما يتعلق بالمباني المجاورة أو المباني الأخرى المميزة للحي.
إرشادات التدابير المؤقتة
عندما لا يمكن تنفيذ إعادة الإعمار أو الترميم على الفور، يجب تنفيذ الحلول المؤقتة بطريقة لا تعرقل أو تمنع الأعمال الدائمة اللاحقة. غالباً ما يكون من الصعب تلبية أو تهيئة كل الشروط اللازمة لتسهيل أنشطة إعادة الإعمار و الترميم في وقت قصير، وخاصة في حال:
- المنطقة ملوثة بالألغام أو القنابل غير المنفجرة أو قذائف المدفعية
- عدم إمكانية التحقق من حقوق الملكية و دعاويها بشكل صحيح (أصحاب الملكيات غائبون)
- فقدان المعلومات المهمة (المخططات و الأرشيف و السجلات) الخاصة بالمباني و الظروف السابقة
- عدم الإجماع حول الأهداف والأولويات أو عدم توفر الموارد المالية
- ضرورة البحث الأثري المسبق.
في مثل هذه الحالات، قد يكون من المفيد “تجميد” كل أنشطة البناء وإعادة الإعمار بشكل مؤقت أو السماح باتخاذ تدابير طوارئ مؤقتة فقط مثل القيام بإصلاحات لتوفير مأوى مؤقت أو حماية هياكل المباني.
يمكن فرض مثل هذا الحظر عن طريق القوانين الناظمة للتخطيط والمراسيم و مناطق التراث الثقافي و/ أو الحماية الأثرية، أو من خلال العقود مع المالكين خاصة بالاستخدام المؤقت للمباني أو قطع الأرض المتأثرة. تتضمّن الأحكام التي يتم اعتمادها عادةً في هذه الاتفاقيات ما يلي:
- يجب ألا تضر تدابير البناء المؤقتة بالمباني القائمة أو أجزاء منها أو جدران الأساسات
- يجب أن تكون المباني القائمة وأجزاء المباني وجدران المنشأة محمية بشكل جيد خلال إجراءات البناء المؤقتة
- إذا كان ذلك ممكناً، يجب أن تشير مشاريع البناء المؤقتة إلى الاستخدامات السابقة والخصائص الشكلية و ألا تبدأ بتغييرات بنيوية
- يجب أن يعكس مدى الهياكل المؤقتة وارتفاعها أنماط و شدة استخدام الأراضي سابقاً في المنطقة و الحي
- في حالة البناء المؤقت، سيتم منح التصاريح وعقود الإيجار قصيرة الأجل فقط من أجل منع اعتماد الأعمال كتدابير دائمة
- يجب تصميم إجراءات الحماية المؤقتة والإجراءات الأمنية والإصلاحات لتجنب حدوث المزيد من الأضرار في المباني القائمة أو أجزاء المباني أو جدران الأساس، كما يجب وجود إمكانية الرجوع عنها دون التسبب بأي ضرر