النُهج والأدوات التقنية
صور الأقمار الصناعية
عند السعي للحصول على لمحة عامة أولية عن الضرر الكلي، فإن صور الأقمار الصناعية التي نشرها يونوسات تعتبر أحد المصادر المفيدة لذلك. تحليل الصور وحلول الأقمار الصناعية متاحة للمنظمات الإغاثية والتنموية داخل وخارج منظومة الأمم المتحدة وفي المجال العام.
في الشرق الأوسط، أصبح تقييم الأضرار الناجمة عن الحرب سمةً معتادةً كإجراء تمهيدي لمعالجة الإغاثة الإنسانية والأمن والتخطيط الاستراتيجي الإقليمي والتنموي. وتتوفر مسبقاً صور الأقمار الصناعية مع تحليل لأضرار الحرب للعديد من المدن القديمة في المنطقة.
تتوفر أيضاً عبر الإنترنت صور الأقمار الصناعية التي يتم تحديثها بانتظام، بما في ذلك غوغل أرض وخرائط بينغ. رغم أن هذه الخدمات لا تقدّم أدوات تحليلية، لكن يمكن للمستخدمين تكبير المدن القديمة ومشاهدة عرض تفصيلي للوضع على الأرض.
لأغراض أولية، يمكن عادةً تقييم مدى الضرر اللاحق بالتراث العمراني بمساعدة هذه المصادر و أخرى مماثلة من صور الأقمار الصناعية.
مراكبة صور الأقمار الصناعية مع الخرائط المواضيعية
بغية تحديد الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي لمدينة قديمة بشكل أكثر دقة، يمكن مراكبة المعلومات من صور الأقمار الصناعية مع معلومات أخرى.
عندما تتوفر الخرائط الأساسية التي تحتوي على معلومات تاريخية، يمكن إنتاج هذه التراكبات بسهولة نسبياً. حتى في حال عدم توفّر هذه الخرائط، يمكن عادةً استرجاع المعلومات الضرورية من السجلات أو الوثائق أو الأرشيف الرقمي الموجود.
إذا تم ذلك بشكل صحيح، تسمح هذه التراكبات للمستخدمين بترسيم المناطق التي تعرضت فيها المباني أو المواقع التراثية إلى ضرر مماثل، من الدمار الثانوي إلى الدمار الكامل. إن تحديد المواقع والعناصر المهمة للبنية العمرانية التي تضررت بشدة يمكن أن يساعد الجهات الفاعلة المعنية على اعتماد خطط عمل محددة الأولويات، وتجنب المزيد من الضرر، والشروع في اتخاذ تدابير حماية للطوارئ.
طلعات استطلاع بدون طيار
يمكن استخدام الطائرات بدون طيار المزودة بمجموعة كبيرة من أجهزة الاستشعار لتقييم مدى الضرر الذي ألحقته الحرب بالتراث الثقافي العمراني. يمكن استخدام الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا التصوير الليزري والمساحي الضوئي والحواسيب فائقة القدرة مجتمعةً لإنتاج صور عالية الجودة وحتى نماذج ثلاثية الأبعاد.
مقارنةً بالتقييم الأعم الذي يتم الحصول عليه من خلال صور الأقمار الصناعية، يمكن للمسوحات الاستطلاعية من دون طيار تسجيل الأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية بشكل أكثر دقة.
استخدام الطائرات بدون طيار يقتضي وجوداً على أرض الواقع، ويجب أن توافق عليه السلطات المختصة. كما يجب توخي الحذر لضمان أمان وسلامة سكان المدينة والنسيج التاريخي.
عمليات الفحص الأرضي
إذا استحال الوصول إلى المواقع بسبب قيود سياسية أو أمنية ما، فيمكن التماس ملاحظات السكان المحليين من خلال الاستعانة بمصادر خارجية لهذه الخدمة أو وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن لهذه الأدوات أن تقدم بسرعة وكفاءة ثروةً من المعلومات، بما في ذلك الصور الفوتوغرافية والتقارير المكتوبة أو غيرها من الوثائق و خلق فهم أفضل للوضع الفعلي.
حالما يصبح بالإمكان مرة أخرى الوصول إلى مركز عمراني متضرر من الحرب يمكن إجراء مسوحات أرضية موجّهة للتحقق من صحة المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق التصوير بالأقمار الصناعية أو الاستشعار عن بعد. يمكن أن تحتوي هذه المسوحات على صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وخرائط تم إنتاجها على الأرض.