تطوير نظام إدارة المعلومات
يتم وضع الأسس لتوثيق وتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني والمعالم التاريخية من خلال استحداث وإنشاء نظام مناسب لإدارة المعلومات.
هناك نوعان من الحلول التقنية الرئيسية المتاحة لهذا الغرض:
- تطبيقات قواعد البيانات القادرة على معالجة المعلومات والوسائط المتنوعة، مثل النصوص والبيانات العددية والخرائط والصور ومقاطع الفيديو، مقترنةً ربما بالمرجعية الجغرافية إلى خرائط مفتوحة المصدر؛
- نظم المعلومات الجغرافية المهنية مكتملة الأركان (GIS)
عند استحداث نظام فعّال، فإنّ أحد التحديات الرئيسية هو تحديد الاحتياجات من المعلومات بناءً على فهم واضح للطريقة التي يتم بها استخدام تقييم الأضرار. و لأن تحليل و توثيق الأضرار التي تلحق بالمباني الفردية يستهلك وقتاً و تكلفة، يجب مراعاة الحاجة إلى بيانات موثوقة ومفصّلة وإلى الجهد المطلوب لجمع المعلومات ومعالجتها.
لإعداد نظام إدارة المعلومات وتشغيله واستخدامه في سياق تقييم الأضرار، ستكون هناك حاجة إلى اختصاصيين مؤهلين من ذوي الخبرة في المجالات الرئيسية التالية:
- استحداث وتشغيل نظم إدارة المعلومات.
- الهندسة المعمارية و المدنية، مع خبرة خاصة في تقييم الأضرار البنيوية للمباني؛
- تاريخ الفن والبناء، مع خبرة خاصة في أعمال الترميم؛
- تنظيم حملات في وسائل التواصل الاجتماعي.
قد تكون هناك حاجة إلى برامج تدريب وبناء قدرات في حال عدم توفّر مختصين يتمتعون بالمهارات ذات الصلة.
وسائل التواصل الاجتماعي و الاستعانة بمصادر خارجية
في ضوء التحديات التي تنشأ عند توثيق الأضرار التي لحقت بعدد كبير من المباني التاريخية والآثار، يمكن جمع الكثير من المعلومات اللازمة لأغراض التقييم بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي والاستعانة بمصادر خارجية.
كما سبق وأشرنا، يمكن لمالكي العقارات والسكان وأصحاب الأعمال أن يكونوا مصدراً هاماً للمعلومات لإجراء تقييم مفصل. يمكن أيضاً حشد مواطنين آخرين، وخاصة الشباب منهم، للمساهمة في عمليات تقييم كهذه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر خارجية.
بوجه خاص، إذا كان الوصول إلى المواقع غير ممكن بسبب قيود سياسية أو أمنية أو قيود تتعلق بالسلامة، يمكن للاستعانة بمصادر خارجية و وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون الأدوات الوحيدة المتاحة لجمع المعلومات اللازمة لبدء تقييم تفصيلي للأضرار التي لحقت بالأثار التاريخية الرئيسية.
تم حتى الآن الاستعانة بمصادر خارجية لأغراض تقييم الأضرار بشكل رئيسي في رسم خرائط الأضرار التي تسببها الكوارث الطبيعية. ومع ذلك، يمكن الاستفادة من الخبرة المتراكمة في مثل تلك الحالات وتطبيقها على المتطلبات المحددة لتقييم أضرار الحرب في حالات ما بعد النزاع.
مسح المباني التفصيلي على الأرض
من أجل التوصل إلى تقييم دقيق وسليم تقنياً للأضرار، خاصة لأغراض تخطيط وتنفيذ إجراءات الإصلاح والترميم، يجب إجراء مسوحات مفصلة على الأرض.
يستلزم ذلك في معظم الحالات مسحاً على مقاس المبنى وخصائصه التاريخية الرئيسية، مثل الجدران و الأسقف و العوارض و الأعمدة و الأبواب و النوافذ و البوابات و الأشغال الخشبية والديكور وغيرها.
يمكن للأدوات الحديثة أن تسهّل مثل هذه المسوحات بشكل كبير، من تلك الأدوات تقنية قياس المسافة الكهرومغناطيسية ريفليكتورلس (EDM) أو أجهزة المسح الضوئي الليزرية المتطورة، والتي يمكن استخدامها لإنتاج مخططات أرضية دقيقة و ارتفاعات وحتى نماذج ثلاثية الأبعاد لمعلم تاريخي متضرر. تعتمد جودة ودقة البيانات بشكل كبير على مهارة وخبرة المشغّل، غير أنها تتوقّف أيضاً على برامج المعالجة وأي معدات أخرى مستخدمة.
على الرغم من هذه المساعدات، فإن الخبرة البشرية ضرورية عند تقييم الضرر البنيوي والنظر في الخيارات والحاجة إلى الإصلاح والترميم.