قاموس المصطلحات
إن إعادة تأهيل أو إعمار المدن العمرانية التاريخية هو مسعى معقد يشمل العديد من أساليب ومنهجيات التدخل المختلفة، اعتماداً على المقياس (من المباني المنفردة إلى البنية العمرانية بأكملها)، والصفات التاريخية أو المعمارية، ومدى الدمار المعني. فيما يلي محاولة لتحديد نطاق ومضمون المصطلحات التقنية الرئيسية المستخدمة في مجموعة الأدوات من أجل تحديد المضامين وتجنب الخلط.
إعادة الإعمار
عند استخدامه على النطاق العمراني، يُستخدم هذا المصطلح العام لوصف مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تتراوح بين الحفظ والترميم (انظر فيما يلي) لإعادة بناء أجزاء من المدينة عن طريق الإصلاح، أو الاستبدال الأمين للشكل، أو إدخال بنى جديدة.
عند استخدامه على مستوى المباني المفردة (وخاصة الآثار) فإن المصطلح يصف بالتحديد إعادة إنتاج أمينة لمبنى تاريخي مدمر بالكامل – عن طريق دمج أجزاء من المبنى القديم الموجود في الموقع إذا أمكن. على الرغم من أن هذا الإجراء غير قانوني وفقاً لبعض مواثيق الحفظ، إلا أنه يطبق على نطاق واسع في الحالة الاستثنائية للمعالم الرئيسية المتضررة من الحرب.
إعادة التأهيل / الاستعادة / إعادة الاستخدام التكيّفية
تطبق مصطلحات “إعادة التأهيل” و “الاستعادة” في الغالب على مقياس البنية العمرانية، وتنشأ من التشابه بين البنية العمرانية والنظام الحيوي الحي. تصف هذه المصطلحات عملية إعادة تأسيس الوظيفة الأصلية للبنية التاريخية أو إكمالها بالمرافق الحديثة من خلال التدخل التكيّفي. وقد تقتضي هذه العملية تفسيراً معاصراً للهيكل العمراني، شريطة ألا يحدث تغيير جوهري في معالمه التاريخية أو تهديد لأهميته المعمارية والثقافية.
يمكن لإعادة الإعمار العمراني، الصحيح من ناحية الشكل، للمناطق المدمرة أن يكون أحد مكونات إعادة التأهيل العمراني، خاصةً إذا كانت تستجيب للاحتياجات الاجتماعية الفعلية وتساعد على إعادة إثبات الهوية الثقافية للمكان.
وفيما يتعلق بالمباني المفردة، فإن إعادة التأهيل تستلزم إعادة استخدام هياكل الأبنية التاريخية على نحو تكيّفي. فهذه العملية تجمع بين الاستعادة المادية والوظائف المفيدة اجتماعياً والمرغوبة ثقافياً.
الحفظ / الصّون
تنطبق هذه المصطلحات المتشابهة نسبياً على المعالم التاريخية الهامة وتتضمن الإجراءات اللازمة للحفاظ على الشكل الحالي والمواد الأصلية والسلامة العامة للمبنى دون تغيير بنيته أو وظيفته أو خصائصه التاريخية و المعمارية. رغم السماح بأعمال الصيانة و التثبيت لوقف أو إصلاح تدهور الأوضاع البنيوية، لكنها يجب ألا تتضمن إعادة بناء أجزاء كبيرة من المبنى أو إزالة الإضافات الخارجية أو إعادة استخدام تكيفية.
الترميم
على خلاف الحفظ، ينطوي الترميم على استرجاع هيكل ما كما كان في مرحلة معيّنة من الزمن، حيث يمكن إزالة العناصر المضافة بشكل انتقائي وتعويض المكونات المفقودة.
يمكن لعملية الترميم أن تثير الانتقادات لتكرار فترة زمنية معروفة فقط بأفضليتها الجمالية الاعتباطية، أو لأن نطاق الإزالة والاستبدال هو أقرب إلى إعادة إعمار تخمينية بدلاً من الدمج الحذر للعناصر الأصلية.
التثبيت
التثبيت هو الصيانة الطارئة للمباني التاريخية الهامة بشكل رئيسي ويتم تطبيقه عادةً عند الحاجة إلى تدعيم كبير أو مقاومة للعوامل الجوية. يجب أن تقتصر العملية على الإجراء المطلوب لحماية أو إصلاح الأثار ولا تستلزم أي تغييرات أو تحوير في تكوينها الأصلي.
يتم عادةً إخفاء أي تعزيزات هيكلية جديدة حتى لا يحصل تغيير في مظهر الهيكل. في المناطق ذات القيمة التاريخية العالية، ينبغي أن يولى اهتمام خاص لتوثيق ومعالجة البقايا تحت سطح الأرض عندما تكون هناك حاجة إلى عمل أساسات جديدة.
الإصلاح
ينطبق هذا المصطلح بشكل أساسي على المباني الفردية التي تشكل جزءاً من البنية العمرانية التاريخية، ولكنها لا تُعتبر آثاراً رئيسية – بالدرجة الأولى، المنازل والهياكل التجارية الصغيرة.
من المفترض أن تتناسب أعمال الإصلاح مع روح وأبعاد ومواد الحالة السابقة، مع الحاجة إلى بعض المرونة، خاصة للتحسينات الوظيفية وتلبية الاحتياجات المعاصرة.
إعادة الملء
إنّ إعادة الملء هي عملية إدخال هياكل جديدة متجانسة شكلاً و نمطاً على قطعة أرض مدمرة بشكل يتعذر إصلاحه، وخاصة في منطقة سكنية تقليدية. ليس من الضروري أن يعكس الهيكل بطريقة إعادة الملء الظروف السابقة بأمانة، لكن يجب أن يكون شبيهاً بالبيئة التاريخية ويساعد على عكس السياق المادي والاجتماعي العام للبنية العمرانية التاريخية.
الاستبدال / الاستعاضة
تستخدم هذه المصطلحات بشكل شائع في حالة قطعة أو قطع الأرض المدمرة داخل المدينة التاريخية التي كانت قد خضعت في السابق لتغييرات كبيرة أو “تحديث” ضار، وكانت بالتالي عناصر مزعزعة للبنية التاريخية التي كانت قائمة قبل الحرب. وبدلاً من إعادة بنائها كنمط مماثل، يجب استغلال الفرصة لإنشاء بدائل تسمح بدمج أفضل في السياق التاريخي وإدخال وظائف جديدة مناسبة.
إعادة التطوير
ينطبق هذا المصطلح على المجال العمراني ويشير إلى مخطط عمراني شامل ومتكامل يمكن أن يتضمن الحفظ، ولكنه يتناول بشكل رئيسي تجديد مساحات مدمرة كبيرة نسبياً من البنية العمرانية. تعدّ إعادة التطوير عنصراً تنفيذياً لإعادة التأهيل العمراني شريطة احترامها للشكل التاريخي السائد. كما تشمل استعاضة أو استبدال المباني المدمرة في سياق مناطق نشاط محددة ومخطط لها بشكل متّسق.