© Dirk Waem/Picture alliance/dpa

حول مجموعة الأدوات هذه

السياق - التراث الثقافي العمراني في خطر

التراث الثقافي العمراني في خطر

تعتبر المدن التاريخية في الشرق الأوسط أصولاً ثقافية مهمة لكونها بنىً مادية وتجسيد لقيم غير مادية وتقاليد اجتماعية حية، وقد أُدرج العديد منها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

في الماضي، تأثّرت معظم المدن التاريخية في المنطقة بالتلف المادي التدريجي و بانعدام الصيانة بسبب تغيير المقار الاجتماعية والديموغرافية و بالتدخلات الاستعمارية و بطرق التخطيط غير المناسبة التي كانت وليدة الإيديولوجيات ما بعد الاستعمارية “الحركة الحديثة”. بالرغم من ذلك فقد نجا العديد من المباني العمرانية التقليدية، جزئياً على الأقل، من هذه التهديدات. وقد حظي بعضها بجهود ناجحة في مجال الصيانة وإعادة التأهيل العمراني مما أثبت أن التجديد الاجتماعي والمادي يمكن أن يمنح البيئات الثقافية المتضررة فرصةً جديدة للحياة.

ظهرت في السنوات الأخيرة تهديدات جديدة كلياً: إن النزاعات الداخلية الإيديولوجية والسياسية والعسكرية، والتي تغذيها القوى الخارجية ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة (مدعومةً بأحدث وسائل الحرب التكنولوجية)، لا تعرض جهود الحفظ وإعادة التأهيل العمرانية المؤخرة للخطر فحسب بل تؤدي أيضاً إلى تدمير جزئي أو  كلي للعديد من المدن التاريخية في الشرق الأوسط. كانت بيروت وكابول طلائع هذا التوجه الجديد القاتل، وتبعتهما اليوم النتائج المدمرة للحروب الأهلية الوحشية المستعرة في أماكن مثل حلب والموصل والرقة وصنعاء و شِـبَـام‎.

في الوقت الذي يصعب فيه حل الأسباب المعقدة الكامنة وراء مثل هذه النزاعات وفصلها، فإنه يجب تطوير استراتيجيات جديدة من أجل حماية التراث الثقافي العمراني. إن الحروب والنزاعات المسلحة الأخرى هي حالات طوارئ لا تتطلب الإغاثة على الصعيد الإنساني فحسب، بل أيضاً التخطيط والتطوير الاستباقيين والتحضير لإعادة الإعمار. يجب أن تشمل الاستجابة صيانة أجزاء من المدن التاريخية وإعادة تأهيلها – لا سيما مناطقها السكنية. كما يجب أن تسمح بالحشو المنسجم والمترابط للمساحات الشاغرة، بالإضافة إلى التحويل أو الاستبدال الاقتضائي لمكونات البيئة العمرانية المتضررة على نحو يتعذر إنقاذه.

إن التجديد المنطقي للنسيج العمراني التقليدي يمكن أن يساعد في تخفيف حدة النزاع السياسي واستعادة الهوية الثقافية المشتركة، كما يساعد حثّ أصحاب المصلحة المحليين على المشاركة في جهود إعادة التأهيل العمراني هذه على تعزيز المصالحة و إيجاد أشكال جديدة من التماسك الاجتماعي.

أهداف مجموعة الأدوات

تم تطوير مجموعة الأدوات الالكترونية هذه في سياق مشروع بعنوان “التراث الثقافي العمراني في مناطق النزاع” والذي تموله وزارة الخارجية الألمانية وتنفذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ تحت مظلة شبكة التراث الأثري  (ArcHerNet).

الغرض من مجموعة الأدوات هو تمكين أصحاب المصلحة من التعامل مع متطلبات الصيانة والترميم بالتوازي مع إعادة تنمية المناطق العمرانية. وهي تقر بأن المدن التاريخية التي مزقتها الحروب لا تتكون فقط من سلسلة من الآثار المهددة بالزوال، بل تعتمد أيضاً على أنظمة وظيفية معقدة تحتاج إلى التجديد والتكيّف مع الظروف المتغيرة.

تقدم مجموعة الأدوات هذه إرشادات وتوصيات بشأن حماية وإنقاذ التراث الثقافي في المدن التاريخية في الشرق الأوسط بعد وقف النزاع المسلح. هي ليست مجموعة من التعليمات تتعلق بترميم صروح بعينها، ولكنها تسعى إلى توجيه أصحاب المصلحة من خلال عملية إصلاح وإحياء وتعزيز النسيج العمراني الموروث باعتباره انعكاساً للقيم الجمعية المشتركة والهويات الثقافية.

تخدم مجموعة الأدوات ثلاثة أغراض رئيسية تجمع بين العمل قصير المدى والمنظور طويل الأمد:

  • تجنب المزيد من التضرر في التراث الثقافي العمراني نتيجة إزالة الأنقاض والحطام، وإعادة الإعمار في حالات الطوارئ لاستعادة الخدمات الأساسية والمأوى، ومن المحاولات المتعجلة لتحديث النسيج العمراني؛
  • تسهيل الترميم وإعادة البناء المراعيين للاعتبارات الثقافية في الحالات التي تستبعد فيها الحلول الفورية بسبب النزاع السياسي المطوّل أو غير المحلول أو نقص التمويل أو الموارد المالية؛
  • توفير المشورة العملية والأدوات والوسائل لمواجهة تحديات الإنقاذ والترميم.

الفئة المستهدفة

توفّر مجموعة الأدوات معلومات وتوجيهات لـ:

  • المؤسسات والجهات الفاعلة المحلية المسؤولة عن إعادة الإعمار والإصلاح بعد انتهاء النزاع؛
  • السكان المحليين وأصحاب الأعمال، من ضمنهم اللاجئون العائدون والنازحون، ممن لهم مصلحة في إعادة الإعمار والإصلاح بعد انتهاء النزاع؛
  • مقدمو الخدمات – الخبراء المحليون والدوليون والشركات والمؤسسات الأكاديمية (مهندسون معماريون ومخططون عمرانيون ومهندسون مدنيون وعلماء آثار ومحامون وشركات إنشاءات …إلخ.)
  • المنظمات الدولية كمقدمين للمساعدات المالية أو الفنية.

مزيد من المراجع و المصادر